السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشكلة غياب المعلمين في المدارس
هناك العديد من المشكلات التربوية و التعليمية التي تواجه المدارس و بالطبع لها تأثيرات سلبية على العملية التعليمية التي يقوم بها المعلم من جانب و التحصيل الطلابي للطلبة في الفصول الدراسية من جانب آخر ، و من أحد أهم و أبرز هذه المشكلات التي تواجهنا في الآونة الأخيرة هي مشكلة تغيب بعض المعلمين في المدارس .
و لقد لاحظنا انتشار هذه المشكلة بشكل كبير ، و ذلك لأسباب عديدة منها ما يمكن قبوله مثل الإجازات المرضية و منها مالا يمكن قبوله و هي تلك الأخيرة عديدة و هي ما سوف أتطرق لها في مدونتي هذه ، و لعل أحد الأسباب الواضحة هي سهولة الحصول على التقارير الطبية من المستشفيات و استغلالها بشكل خاطيء و مبالغ فيه . و أيضا شعور المعلم بالملل من الروتين اليومي الذي يقوم به في عمله بالمدرسة و هذا السبب غير منطقي و لا يمكن تقبله فبإمكانه هو أن يجعل عمله ممتع أو جعله روتين ممل . و مهما تعددت الأسباب في الغياب ، إلا أن لها مضار و آثار سلبية عديدة . حيث أن غياب المعلم يعرقل العملية التعليمية و يكدس الدروس على الطلبة و يزيد من نسبة الرسوب في فصل المادة التي يدرسها ، و يحرم الطالب من التعلم المتواصل المتكامل ، و غياب المعلم أيضا يأثر سلبا على تطبيق الخطة الزمنية المحددة للمنهج و نشاط المادة , و تؤثر أيضا على الاتصال الذهني بين المعلم و الطالب و يساهم في تشتيت الطالب في فهم المادة من معلم لآخر ، و من جانب آخر فإن غياب المعلم يساهم في تلاشي التواصل النفسي بين المعلم و المتعلم ، و يوصل رسالة غير إيجابية لدى المتعلم بأن الغياب شيء عادي مما يجعل المعلم قدوة سيئة للطلبة . و من جهة أخرى فإنه يضغط على جدول زملائه في العمل و يزيد من نصابهم . و أخيرا فإن غياب المعلم في المدارس يجهد ميزانية الدولة حيث أيام العمل القليلة لا تتكافأ مع الراتب العالي للمعلم خاصة بعد الكادر التربوي . في لعل من الحلول المقترحة لهذه المشكلة التي كما تم توضيحها بأنها خطرة على العملية التعليمية ، يجب على كلية التربية حسن اختيار مدرسي المستقبل بدقة أكثر حيث يجب أن يدخلوا مجال التربية و التعليم ليست لأمور مادية أو بسبب الإجازة الصيفية و إنما يكون السبب الأول و الأخير لدخولهم هذا المجال هو حبهم للتعليم و قدرتهم على الإبداع في هذه المهنة .
و في نهاية موضوعي الذي تطرقت له أتمني أن أكون قد أوفيته حقه و وضحته لكم و شكرا لكم على حسن متابعتكم .